الأربعاء، 30 أبريل 2008

إلــى أبي

أهلا أبي نزار٬


بداية إسمح لي أن أناديك أبي رغم أنّك لا تعرفني فأنا أحد الملايين من أطفالك الذين كتبت عنهم دون أن تقابلهم يوما. أنا أحد الملايين الذين كتبت عنهم في أشعارك و نثرياتك.


لقد إفتقدناك كثيرا... يا ترى هل هل علمت بمُصابنا بعد رحيلك؟


حيقة أبي، لا أعرف من أين أبدأ ؟ !

لبنان! ! ! ! العراق! ! ! ! فلسطين! ! ! ! سوريا! ! ! ! موريطانيا! ! ! !......

هل تعرف أنّ جنوب لبنان لم يعد محتلاّ؟؟

نعم حبيبي، لقد إندحر الإحتلال و أجبر على الإنسحاب إلى فلسطين المغتصبة. لقد أثمرت عمليات المقاومة الإسلامية هناك؛ إنتصرت عمليات حزب الله على جيش ذلك الكيان اللّقيط و على عهر الحكام العرب و على جبن الشرعية الدولية. لقد حرر اللبنانيون بلدهم بأيديهم و دمائهم و أرواحهم. أجل! أجل يا أبي! لقد كان أول إنتصار على الجيش الذي لا يهزم! !

.

.

.

.

.

.

.

.

.

أكيد أنٌك قابلت الحكيم هناك. هل حدّثك عن فلسطين؟ عن الإخوة الذين يتقاتلون؟ عن غزّة السجينة؟ هل قابلت رفيق دربك و صديقك سهيل؟ هل حدّثك عن أشباه المثقفين الجدد؟ هل حدّثك عن الصمود الأسطوري و النصر الذي حققته المقاومة منذ سنتين؟

هل قال لك كيف أن هؤلاء أشباه المثقفين (و هم بالمناسبة يلقبون أيضا بالتقدميين الليبراليين الثوريين اليساريين اليمينين) لا يعتبرونه إنتصارا و كأن مفهوم الإنتصار عندهم هو إسترجاع القدس أو لا يكون؟

هل قال لك كيف أصبح وطنك الأكبر الذي حلمت و عملت لوحدته؟

لا! لا! لم نتوحد بعد! ! ما زال الحلم بعيدا! بالعكس أصبح أبناء القطر الواحد يتقاتلون على المذهب و الهوية، فالسنّي ضد الشيعي و الشيعي ضد السنّي و الإثنان ضدّ أخوهم المسيحي و الكردي ضدّ العربي و العربي ضدّ الأمازيغي.... آآآآآآه يا أبي! ! أنا خائف من غد يصبح فيه المالكي يحارب الحنفي و الحنبلي يحارب الشافعي و الجعفري يحارب العلوي...

و لكن تأكد يا أبي أنّا لازلنا نحمل الأمل، الأمل في أن يأتي يوم نعيش فيه بحرية و عدل و كرامة. الأمل في نهوض شبابنا و في قدرتنا على توحيد أمتنا من المحيط إلى الخليج.

.

.

.

.

.

و الله نسيت! سامحني! كيف وجدت بلقيس؟ هل هي بخير؟ هل أخبرتك بما حدث لوطنها؟ هل قالت لك أنّ العراق أُغتصب؟ هل قالت لك أنّ الأخوة كانوا السابقين في الغدر به؟

.

.

.

.

.

ماذا؟

لا أسمعك

حبيباتك؟ !

من تقصد؟

آه! نسيت مرّة أخرى. سامحني!

لا أدري كيف أجيبك! أستحي أن أقول الحقيقة!

يا من علّمتنا كيف نحب، كيف نعشق، كيف نغزو مملكة النساء دون حروب... يا من علمتنا أن المرأة ملكة متوجّة و مدرسة مكرّمة...

و لكنهم لا يفقهون إلى الآن يا أبي! ! تأكد فقط أنّا على العهد و أنّا سنذود عن ملكاتنا حتّى الموت و إن لا زال بعض ******* من شيوخ البتروـدولار يفوهون بما لا يفقهون!

و لكننا لا زلنا على العهد يا أبي، سنحاربهم و سنتوجها مرّة أخرى كي تكون الملكة الشرعية بين كل الملكات...

أكثرت عليك يا أبي فسامحي!

ماذا؟ إبن من أنا؟

ههههههه

أنا إبن تونس، هل تتذكرها؟ تلك التي كتبت لها "يا صديقتي أنا متعب بعروبتي".

هي بخير و لكنها مشتاقة لك أيضا! إنها تبلغك ألف سلام و تحية و توصيك سلاما لأبي القاسم. قل له أن أبناء منطقته ينوبون عنا في مطلب الحرية و لكننا لاحقون بهم قريبا إن شاء الله...

.

.

.

.

علي أن أغادر أبي، سأعود و لكن قبل ذلك قل لي كيف حال أبا خالد؟ قل له أنّا على العهد و لن نساوم....

إلى اللقاء أبي

رحمك الله

إبنك

الشنفرة