عادت بي الذاكرة إلى سنوات المعهد و أنا أتابع آخر الأخبار حول عملية تبادل الأسرى بين المقاومة اللبنانية و الكيان الصهيوني. ذكرت وكالات الأنباء أن صفقة التبادل تشمل العشرات من رفات الشهداء العرب الذين قدموا أرواحهم فداءا لفلسطين و لأمّتهم و عندما قرأت الخبر الذي ذكرته منظمة "حرية و إنصاف" من أن بين الشهداء جثامين 8 تونسين، إستوقفني إسم بعينه: سامي بن الطاهر الحاج علي....
----------------------------------
المكان: جزيرة جربة، المعهد التقني بحومة السوق
السنة: 1995
القسم: سنة رابعة ثانوي، حصة علوم فيزيائية
المشهد 1 : تلامذة في القسم يستمعون لشرح الأستاذة، البعض يتابعها بتركيز و البعض الآخر يتبادلون الضحك و الهمسات...
( صمت تام )
يدخل القيم العام، يهمس في أذن الأستاذة ببعض الكلمات و إذا بها تنتفض إنتفاضة الملدوغ.. تخرج من القسم تجري و تصيح.. تترك كل شيء وراءها، حقيبتها، التلامذة، و حتى حذاءها الذي وقع منها...
التلامذة في حالت إندهاش تام . "إش فمّ"، "إش باها مدام وحيدة"، ....
ماهي إلاّ دقائق و يأتي الخبر: " تي ماهو خوها إستشهد في عملية في جنوب لبنان مع الجبهة الشعبية"
"إشنية الجبهة الشعبية هذي؟؟"
" الله يرحمو، لا زمنا نمشو نعزو لولاد"
" معناها هو حارب ضد الصهاينة؟؟ "
.......
المشهد 2 :
المكان: جزيرة جربة، حي تاوريت، منزل عائلة الحاج العلي
أقترب أنا و أصدقائي من المنزل ، يعلو صوت القرآن كلما إقتربنا أكثر.... ندخل، جمع غفير من الناس، بعض النساء تبكي و بعضهم يزغرد.... أقترب مترددا من أستاذتي ... "البركة فيك مدام وحيدة، هذيكة الدنيا، ما تحطش في بالك و زيد مات شهيد من دنيتو إلى جنتو"... تنظر إلي بعينين محمرتين، تحاول أن ترسم إبتسامة شكر :"عيشك ..."
--------------------------------------
أستاذتي العزيزة، أتقدم لك مرة ثانية بأحر تعازيّ و أتمنى أن تقبل تونس بعودة جثمان أخيك الطاهر ليودع الثرى في هذه الأرض الطيبة و المعطاء. لقد قدمت تونس مئات الشهداء لفلسطين منذ 1948 و حتى اليوم.
أخوك نجمة و نيشان نعلقه على صدورنا و هو فخر لنا و لكل تونسي حر.
أعيد طلبي و أتمنى من الحكومة التونسية أن تستقبل شهداءنا و أن تكرمهم و تعطيهم حقهم
الشعب الزين
(بقلم أحمد فؤاد نجم
غناء: الشيخ إمام)
تكرم عين الشعب الزين***في عمان وفي القطرين
شعب عنيد يقول ما يريد***وشو ما يقول عَ الرأس والعين
ويا مروّح زَعِق بالجاي ***تكرم عينك يا أبضاي
تكرم عين شبيبة ملاح***يفدوا الثورة بالأرواح
شالوا بجنح الليل سلاح ***وشاوا الرقبة عَ الكفين
ونحن زلامكم يا ثوار***ولو بتريدوا نعدي بحار
ولا رجعية ولا استعمار***بتفرق بين الأخين
ويا مروح زَعِق بالجاي***تكرم عينك يا أبضاي
تكرم عين الشعب الزين…
تكرم عين الفدائية***مصابيح الأمة العربية
عَ طريق الوحدة الحتمية***من حد المغرب للشرقين
وشو شبك ياللي تريد لبنان***غريب الأهل عن الأوطان
عَ طرابلس حَوّد من شان *** تشوف لبنان رايح عَ وين
ويا مروح زعق بالجاي***تكرم عينك يا أبضاي
تكرم عين الشعب الزين…
يا فلسطين يا جرح الناس***ويا مسبب أوجاع الرأس
وتضل تسَهّر حراس***هموم القلب ودمع العين
ولا يملك غير جرح جديد***ونز رصاص ودم شهيد
وسيف بثأر ونار وحديد *** تعيد الحق ترد الدين
والرايح يزعق بالجاي *** تكرم عينك يا ابضاي
هناك 5 تعليقات:
جميل ان تمتزج مشاعر الحزن بالافتخار بمثل هؤلاء
Allah yar7hamhum. Si Tahar Bel Hadj Ali, imam jama3 Bra b Ma7bubine bu al chahid kan dima saber w qwiy al 3azima. Rabi yethibu...
Alah yar7mou w yar7amhom el kol !! netfakerha el 7kaya ya chanfara kima 3andi tawa !!! 9a3det 7adith el sa3a moda twila fi jerba ...
nthom sawti el sawtek w nchalah ya9a3 isste9balhom esste9bal kbir yli9 bchouhad2na !!
لواه ماتو في غزوة نوفمبر المجيد باش يحسبهم شهداء
و لا دافعو على بلاط السلطان
على كل احسن حاجة انو الشهيد يدفن حيث وقع
وصحة ليهم طوبى لهم طوبى لهم
وهم اسمى و ارفع انو يستناو قرار من ناس داخلة في حيط باش تتستقبل جثمانهم الطاهر
على كل تدوينة اقل ميقال عنها انها رائعة
بالنسبة للشهداء ربّي يرحمهم أكيد الحكاية هذي أيقظت النار في قلوب أهاليهم وإن شاء الله ما يوليوش مُطالبين وإلا العينين عليهم
إرسال تعليق