أعترف أني فقدت متعة الكتابة منذ مدة طويلة. كانت تتوالى الأحداث الواحدة تلوى الأخرى و في كل مرة أجلس أمام الحاسوب، أخط سطرين ثم أمسح ما كتبته و أعود لأقرأ ما كتبه الآخرون.
كنت منذ أيام في أرض الوطن تونس، كانت عطلة قصيرة لم أستطع فيها أن اشفي غليلي و أن أقابل البعض من الأصدقاء الرائعين الذين عرفتهم في عالم التدوين, قابلت فقط في المطار صديق الطفولة بالملوان و الصديقة التي تشرفت بمعرفتها "شوفلي حل"، كان لقاءا قصيرا و لكنه ممتع؛ أضحكتني الملاحظة التي قالتها شوفلي حل: "كنت أتوقعك ضخم الجثة" فإسم الشنفرى يوحي بذلك.. لمن لا يعرفني أنا أصمر و نحييييييييف ؛-)
أردت منذ مدة أن أكتب تدوينات عدة تكريما لعضماء أثرو في شخصيتي و في تكويني لعل من أبرزهم جورج حبش، سهيل إدريس (و إبنته مجلة الآداب التي ما زلت مواظبا على قراءتها إلى اليوم)، يوسف شاهين الذي تشرفت بمقابلته مرتين و خاصة محمود درويش الذي أدين له بالكثير و لكن في كل مرة لا أجد الكلمات التي تعطيهم حقهم فهم أكبر من الكلمات و أكبر من بضع سطور أخطها في هذه المدونة.
قلت اني أدين لمحمود درويش بالكثير، كيف لا و أنا أدين له بإسمي... تكريما له و لروحه اهديكم قصيدتي التي غنّاها الرائع مرسال خليفة و التي كانت السبب في أن أسمى كما أنا...
زعموا أن صباحاً كان
زعموا أن تراباً كان
ودم الطفلة سال على الصخر
لتشربه الوديان
وسيطلع ذات صباح
كي يهدينا خرزاً
وشقائق نعمان
سأحدثكم عن أيمن
عن فرح الغابات الفاتن في عينيه
وعن سحر يديه
إذا فرت أنهار الأرض وخبأها بين أصابعه
سأحدثكم عن أيمن
عن قمر تشتبك الأشجار على دمه المنسي
قيسقط في النسيان عن طفل
يركض خلف فراشته
وعن الخنجر في أقصى الوديان
في الأفق عصافير معادية
في الأفق طيور سود
في الأفق دم ورعود
امتشق الطفل فراشته البيضاء
صوب نحو الطائرة الأولى
فأصيب
صوب نحو الشمس فلم تسقط
صوب نحو البحر فلم يسقط
صوب نحو الأرض
فمات
بكت الشجرات
بكت السروة في السر
بكى النرجس في الساحات
قرع النهر الأجراس المنسية في الأحلام
ارتدت الأرض صدور الشهداء
وجاءت كي تشهد أيمن وهو ينام
ومشى النهر إليه
ومشى البحر إليه
مشى الوطن العربي إليه
ومشينا نحو خطاه
كان يفر جنوباً
يحمل جثته ويهاجر
نحو حدود ترقد خلف حدود ترقد خلف حدود
سيعبر ورداً ودماً وصدور
هناك تعليقان (2):
إختيار رائع يا رفيقي !!!
تو نعرفك عندي سنين الله !!! توة برك كيف سمعت بيها هالحكاية ...هكة تخبي عليا هالمدة الكل !!!!! ههههههه
عزيزي شنفرى =-)
قصيدة ايمن الواردة اعلاه، وهي قصيدة رائعة بلا شك، ليست من قصائد محمود دوريش. القصيدة للشاعر اللبناني الكبير شوقي بزيع.
إرسال تعليق