سيادة الرئيس،
تحتفل و بعض شرائح التونسيين – و ليس كلهم – بالذكرى العشرين لوصولك للسلطة. هذه الذكرى التي أحمت (من إحماء) أقلام من يقتاتون من نظامك مدحا و شكرا و تعضيما و أقلام معارضيك سبا و ذمّا و تصغيرا.
سيادة الرئيس،
"محبوك" و من يتبعهم يعددون و يكررون و "يكعررون" "إنجازاتك" و هي ليست بالضرورة لك أو بقررات منك شخصيا. "معارضوك" يملؤون الدنيا ضجيجا حول حصارك "الأمني" عليهم و حول تجاوزات حقوق الإنسان التي تقع في "سجونك".
سيادة الرئيس،
بمناسبة هذه الذكرى (و بالمناسبة هي ذكرى لا أكثر و لا أقل) دعني أسألك بعض الأسئلة لعلي أفهم عظمة إنجازاتك و أنا الجاهل بها الآن. هي بضع سؤالات بسيطة لن تفسد عرس "ذكراك" و لن تأخذ من وقتك الكثير و أنا أعرف أنه ثمين.
سيادة الرئيس،
أنا شاب تونسي يبلغ من العمر 28 سنة، أحب بلدي و وطني و لا بيني و بينك لا حرث و لا ورث فلا تبخل علي ببعض الأجوبة يا "سيدي". أنا أريد الخير لوطني و لأبناء شعبي و لي و لأبنائي فأرحني يريحك الله دنيا و آخرة.
سيادة الرئيس، إليك سؤالاتي كي لا أطيل عليك:
- ما شعورك عندما "تنزل للشارع" و ترى ذلك الكم الهائل من المتسولين و المتشردين الذين بدؤوا يملؤون شوارعنا في ظاهرة كانت غير موجودة منذ بضع سنين أم هم من "إنجازات التحول"؟
- كيف تستطيع أن تقول أن تونس بلد الأمن و الأمان و كل يوم نسمع بجريمة قتل أو إغتصاب إن لم نقل سرقة و "براكاج"؟
- كيف تستطيع أن تخلد للنوم و هناك العشرات أو المئات من الأمهات التي لم ترى أبناءها منذ سنين (وهم يقبعون في سجون تونس)؟ كيف تستطيع أن تنام و هناك من الأباء من لا يستطيع ان يطعم ابناءه كل ليلة؟
- كيف تستطيع ان تقول ان تونس بخير و الملايين من التونسيين يملؤون الصفوف أمام السفارات و يلقون بنفسهم في أشباه سفن للإلتحاق ب"جنة" أوروبا؟ كيف تستطيع أن تقول أن تونس بخير و مطر يوم واحد قتل 18 من أبنائها؟
- كيف تسمح لتابعيك بتبذير المئات من الملايين على إحتفالات الذكرى و "الآلاف" من العاطلين لا يجدون عملا؟ كيف تقول أن تونس دولة القانون و المؤسسات و بعض مربي أطفال تونس من الأساتذة يفصلون من عملهم على خلفية إنتمائهم النقابي أو السياسي؟
- أخيرا و ليس آخرا هل لي أن أعرف دعاءك و أنت تخلد للنوم؟
سيادة الرئيس،
قبل أن تخلد للنوم و تفكر في أسئلتي، إسمح لي أن أهديك هذه الأغنية كهدية للذكرى...
ملاحظة: مضت 7 أشهر منذ آخر أسطر خططتها في هذه المدونة فشكرا لكل من سأل عني و من شجعني لكي أكتب من جديد....