الخميس، 8 فبراير 2007

حركة 5 فيفري 1972

مرت منذ بضع أيام الذكرى ال25 لحركة 5 فيفري 1972 التي يحتفل بها سنويا منذ وقوعها الاتحاد العام لطلبة تونس. الأكيد أن هذه الحركة و هذا التاريخ يعتبر حدثا اجتماعيا فاصلا و مؤثرا في تاريخ الجامعة التونسية و لكن أيضا من المؤكد أن أغلبية الشباب التونسي حاليا لا يملك أدنى معطيات عن هذا التاريخ لا بل و يجهله تماما.

فما هي هذه الحركة؟ و ماذا كان تأثيرها في الحياة الطلابية و السياسية في تونس؟

أسس الاتحاد العام لطلبة تونس (نقابة الطلبة) في سنة 1952 من قبل الحزب الحر الدستوري و بعض قوى اليسار الماركسي و القومي من أجل تعبئة الشباب الطلابي و المدرسي التونسي ضد الاستعمار الفرنسي نظرا لمدى أهمية الشباب عموما في النضال السياسي و التحرري.

بعد الاستقلال سعى الرئيس الراحل بورقيبة رحمه الله إلى دجن هذه النقابة و وضعها تحت وصايته و وصاية الحزب الحاكم و كان له ما أراد رغم الطابع "الشبه ديمقراطي" التي اختصت به الانتخابات الداخلية للاتحاد.

شكل المؤتمر 18 للاتحاد العام لطلبة تونس الذي انعقد بمدينة قربة سنة 1971 و الأحداث التي ميزت أشغاله نقطة تاريخية و رمزية أساسية في ميلاد الحركة الطلابية التونسية الحديثة.

ففي هذا المؤتمر تكونت أغلبية من المؤتمرين تشكلت من يساريين و قوميين و دستوريين غاضبين ينتمون لشق أحمد المنستيري استطاعت أن تفرض بشكل ديمقراطي لوائح تدعو للاستقلال المنظمة عن الحزب الحاكم. و كان رد الأقلية الدستورية بمساعدة أجهزة السلطة قيامها بالانقلاب على المؤتمر بالقوة.

و في بداية السنة الجامعية الموالية قام الطلبة من مجموعة الأغلبية بتكوين لجنة إعلام تولت شرح ما حصل للجماهير الطلابية و انعقد اجتماع عام في 5 فيفري 1972 حضره أكثر من 5 آلاف طالب (يقدر البعض هذا الرقم بحوالي 80 بالمائة من طلبة الجامعة التونسية في ذلك الوقت) قرر أن المؤتمر الثامن عشر لم ينه أشغاله و دعوا إلى إنجاز مؤتمر خارق للعادة لتصحيح وضع ما بعد الانقلاب بل إنهم اعتبروا اجتماع 5 فيفري 1972 نفسه دخولا في أشغال المؤتمر.

و قد ردت السلطة على الحركة الطلابية بقمع شامل، حيث هاجمت قوات البوليس المركب الجامعي بعنف بالغ، مضيفة واقعة دراماتيكية جديدة إلى الوعي الطلابي الذي سرعان ما صنع رموزه و أعاد تشكيل الأحداث التاريخية المرجعية بأسلوب أسطوري بنى حولها حركته الجديدة و رموزها.

و لقد وضعت حركة 5 فيفري 1972 أهم الشعارات التي أقامت عليها الحركة الطلابية شعاراتها وحدتها و أهدافها و رموزها:

- إنجاز المؤتمر 18 الخارق للعادة للاتحاد العام لطلبة تونس مهمة مباشرة و ذات أولوية للحركة الطلابية

- من أجل جامعة شعبية و تعليم ديمقراطي و ثقافة وطنية

- الحركة الطلابية جزء لا يتجزأ من الحركة الشعبية

- القضية الفلسطينية القضية المركزية لحركة التحرر الوطني العربية

- من أجل مساندة حركات التحرر الوطني و معارضة الامبريالية العالمية

و مع تصلب مواقف السلطة ظهر في أواخر السبعينات شعار آخر:

- من أجل القطيعة السياسية و التنظيمية مع السلطة

و هو شعار أدى تطبيقه ميدانيا إلى حرمان الطلبة الدستوريين، طلبة الحزب الحاكم، من حق النشاط العلني في حرم الجامعة. بينما ازدهرت المنظمات السياسية الطلابية التي تزايد عددها خاصة مع انقسام التيارات اليسارية و القومية المنتظم.

* بعض المعلومات المقدمة أعلاه مأخوذة من دراسة: الحركات الاجتماعية في تونس : البحث عن الغائب - محسن مرزوق

نشيد الاتحاد العام لطلبة تونس

رغم عصف الألم **** رغم قيد و دم

رغم لفح الّلظى **** بين حلم و هم

نجمة الاتحاد****في جبين البلاد

نحن نرسمها حرة كالعلم

------------------

إننا طلبة ، طلبة لا حياد لا حياد

------------------

إننا طلبة و بذور حقول ***** ننفض الأتربة عن نشيد العقول

و مع الكادحين ضد قهر السنين ***** أبدا لن يلين ساعد و قلم

------------------

إننا طلبة ، طلبة لا حياد لا حياد

------------------

يا خطى الفاضل ***** يا أماني فلاح

يا وصايا نبيل ***** في دروب الكفاح

أبدا لن يضيع دمكم لن يضيع ***** و سنبني الربيع فوق هذي القمم

------------------

إننا طلبة ، طلبة لا حياد لا حياد

------------------

نحن نرعى الزهور و نحب الجمال ***** و نريد الطيور حرة في الأعال

و إذا ما الربيع لم يكن للجميع ***** قسما لن نطيع غير صوت الحمم

------------------

إننا طلبة ، طلبة لا حياد لا حياد

------------------

شمسنا يا رفاق لا تحب الظلام ***** دربنا يا رفاق دائما للأمام

جبهة صامدة *** قبضة صاعدة *** كي نهد الظلم

كلمات: آدم فتحي

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

Merci pour l'info.
Je ne savais rien de tout cela.

Gouverneur de Normalland يقول...

trés bon travail de recherche et trés bon article, mon ami !

غير معرف يقول...

اعلم رحمك الله انك مسلم فل يكن قدوتك الرسول و ليس رجل ملحد