منذ سنة و نيف و أنا أعيش بالقارة القديمة – أوروبا -. هذه التجربة جعلتني أتعلم و أستفيد الكثير من حضارة و تقاليد "الغرب". الأكيد أن نقاط الاختلاف معه كثيرة خاصة على المستوى الثقافي و الحضاري فلكل منا تاريخه و موروثه ولكن النقاط التي تجمعنا كثيرة أيضا و بالتالي فإن إختلافنا هو إختلاف بنّاء لا هدام.
عندما رأيت بعض الشعوب الأوروبية في احتفالات استقلالها أو أعيادها الوطنيةّ، وجدتها في أغلبها مندمجة اندماجا كاملا معها فهي تخرج للاحتفال و يصير عيدها كأحسن ما يكون.
أما في بلادي العزيزة فتاريخ استقلالنا أصبح لا يمثل سوى ذكرى من الماضي لا تزيد أو تنقص عن أي يوم آخر. فباستثناء بعض الاحتفالات التي تقوم بها شعب الحزب الحاكم داخل مقراتها و صور رئيسنا وهو يستقبل أشخاصا لا نعرفها و البرقيات التي يتلقاها للتهنئة و خاصة من بوش الابن ذاك الجاهل الذي لا يعرف تواريخ بلاده فكيف بتاريخ استقلال بلاد صغيرة كبلادنا. لم أرى طوال حياتي في تونس أي مظاهر احتفال حقيقة أو بهجة من قبل الشعب.
بلغ بنا التشاؤم من وضعنا حتى أن بعضنا نسي اننا مستقلون. بعضكم يذكر ذلك البرنامج على قناتنا الوطنية "آخر قرار". في إحدى الحلقات سئل المقدم احدى المشاركات: كم من دولة عربية استقلت سنة 1956؟ و كانت الاقتراحات: أ- 1 ب- 2 ج- 3 . عشرون دقيقة بالكامل و الهانم تناور طلبا للمساعدة حتى أن المقدم طالبها بذكر و لو دولة عربية واحدة و كانت إجابتها بالنفي.
وااااا مصيبتاه على هكذا شعب.....
الأكيد أن المشكة ليست فقط فينا، فنحن ضحايا برنامج اجتماعي و ثقافي و سياسي خاطئ من ألفه إلى يائه. الوضع الحالي هو نتاج هذا البرنامج (من لا يعرف نحن في المخطط 11) و إذا لم يتحرك أبناء هذا البلد الصغير المساحة، الكبير بشعبه فالمصيبة ستكون أعظم. لا أريد أن يذهب دم الآلاف من شهدائنا هدرا. علينا نحن أبناء تونس أن نتحرك لإنقاذها و لإعادة استقلالها المسلوب.
سؤال موجه لجماعة حزب التجمع الدستوري إن كان فيهم من يقرأ مدونتي: ما أهم بالنسبة إليكم 20 مارس أو 7 نوفمبر؟
و سلامي لتونس الحبيبة.....