كادت ان تدمع عيناي ليلة البارحة و أنا أسمع صوت صديقي و رفيقي الحفناوي بن عثمان إثر خروجه من المعتقل. ألف مبروك له و لكل مساجين الحوض المنجمي، ألف مبروك لعائلاتهم، ألف مبروك لكل أم و أب و زوجة و إبن و إبنة كانو ينتظرون هذه اللحظة ليتدفؤوا بأحضان أحبابهم.
هؤلاء المناضلين الذين قالو لا لحاكم جائر، و الذين لم يسكتوا على الظلم و القهر و الفقر و الرشوة و المحسوبية التي طالتهم و لا تزال، هؤلاء المناضلين نابو عنا و عن كل الشعب التونسي، لا و عن كل إنسان يعتبر نفسه حر و يناضل من أجل الحرية و الكرامة و العدالة الإجتماعية.
الحمد لله أن سجنهم لم يطل و في إنتظار أن تعاد لهم كرامتهم بعودتهم لعملهم و لحياتهم الطبيعية، لا يسعني إلا أن أبارك لهم مرة ثانية خروجهم للحرية.
إخوتي و رفاقي، هذه فرحة أولى أتمنى أن تكبر و تصبح فرحة ثانية و كاملة بحرية كل سجين رأي في بلادنا الحبيبة و على رأسهم الطالب المناضل محمد السوداني الموقوف منذ أكثر من أسبوعين على خلفية حوار أجراه مع راديو فرنسا الدولي و الصحافي زهير مخلوف و بقية الأحرار....
يا اصدقاء الشعر
إني شجر النار, وإني كاهن الأشواق
والناطق الرسمي عن خمسين مليوناً من العشاق
على يدي ينام أهل الحب والحنين
فمرةً أجعلهم حمائما
ومرة اجعلهم أشجار ياسمين
يا أصدقائي ...
إنني الجرح الذي يرفض دوما
سلطة السكين ...
يا أصدقائي الرائعين
أنا الشفاه للذين ما لهم شفاه
أنا العيون للذين ما لهم عيون
أنا كتاب البحر للذين ليس يقرأون
أناالكتابات التي يحفرها الدمع على عنابر السجون
أنا كهذا العصر, يا حبيبتي
اواجه الجنون بالجنون
وأكسر الاشياء في طفولة
وفي دمي, رائحة الثورة والليمون ...
انا كما عرفتموني دائما
هوايني أن أكسر القانون
أنا كما عرفتموني دائما
اكون بالشعر ... وإلا لا أريد أن أكون ...
يا اصدقائي
أنتم الشعر الحقيقي
ولا يهم أن يضحك ... أو يعبس ...
أو أن يغضب السلطان
أنتم سلا طيني ...
ومنكم أستمد المجد, والقوة , والسلطان ...
قصائدي ممنوعة ...
في المدن التي تنام فوق الملح والحجارة
قصائدي ممنوعة ...
لأنها تحمل للإنسان عطر الحب, والحضارة
قصائدي مرفوضة ...
لأنها لكل بيت تحمل البشارة
يا أصدقائي
إنني ما زلت بانتظاركم
لنوقد الشراره ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق