الثلاثاء، 28 أكتوبر 2008

إلــى عمّـــــــار

جول جمال



كنت قد وعدت صديقي بالملوان في آخر تدوينة له أن أخطّ بعض الكلمات هنا و لكني أيضا كنت أحضر نفسي سيكولوجيا منذ عدة أسابيع لكتابة مقال أو إثنين لتجاوز حالة الركود التدويني التي تلازمني منذ أشهر. عندما إختار بعض الأصدقاء يوم 4 نوفمبر كيوم تدويني ضدّ الحجب، قلت لنفسي هذه فرصتك لكتابة ردّة فعل ضدّ عمّار و أزلامه لتثبت لهم أننا معشر المدونين عائلة واحدة و يد واحدة، و إن إختلفنا، ضدّ مقصهم و عنطزتهم.


لا أدري من كان المبادر بإختيار هذه التاريخ و هل هو يوم ذو دلالة أم لا؟ و لكني كنت متأكدّا من أن هذا التاريخ يذكرني بقصة ما قرأتها منذ مدة، قصة كن تكون عبرة لعمّار ليتعلم منها معنى البطولة و الحرية إن كان لا زال فيه أمل أن يتعلم. هي قصة تروي معاني أن يضحي إنسان ما بحياته و روحه من أجل مبادئ آمن بها و من أجل حريته و حرية وطنه.


سؤال أو أسئلة أطرحها دائما على نفسي: لماذا أدون؟ لماذا أشارك بنشاطات حقوقية و ثقافية؟ لماذا أمضي العرائض تلو الأخرى و أذهب إلى إعتصام تلو الآخر؟ ألم يجلب لي ذلك سوى المتاعب و الأرق؟

الجواب هو نفسه لا يتغير: إني أبحث عن حريتي، كلما تحصلت على القليل منها رغبت بالمزيد. قد يكون الفرق بيني و بين من يرافقوني في هذا الطريق أن بعضهم لا يرى أن هذا المطلب إما أن يكون جماعيا أو لا يكون.


الحرية مطلب صعب و مفردة متشعبة، فتعريف الحرية مختلف من إديولوجيا إلى أخرى و من فرد إلى آخر، فهناك من يعمل لحرية كلمة، وهناك من يستشهد لحرية وطن و هناك من يناضل لحرية شعب – حتى و إن لم يكن شعبه – و لكنهم يتفقون على إصطلاحها بكلمة حرية.


القصة التي تذكرني بتاريخ الرابع من نوفمبر هي لبطل عربي يجهل إسمه العديد من الأجيال المعاصرة، لقبته بعربي و لم أذكر جنسيته لأنه بطل أستشهد من أجل قطر عربي آخر غير الذي يحمل جنسيته، أستشهد من أجل حرية جزء من وطنه الأكبر ليس لأنه أجبر على ذلك و ليس من منطلق عقائدي جهادي و لكنه بطل آمن بالحرية و بأن حرية و كرامة شعب مصر هي حرية و كرامة بلاده سوريا و هي حرية و كرامة كل الوطن العربي و كل أحرار العالم.

إنه البطل جول الجمّال، أصيل مدينة اللاّذقية السورية و سليل أسرة مسيحية أرثودكسية عريقة. و لد سنة 1939 لطبيب بيطري، شارك أثناء شبابه ضدّ الإحتلال الفرنسي لبلاده، درس بكلية الآداب بدمشق ثم تركها سنة 1953 للإلتحاق بالكلية البحرية في مصر.

مباشرة بعد حصوله على الإجازة في ماي 1956 و إثر قرار الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس وقع العدوان الثلاثي على مصر من قبل القوى الإستعمارية الآفلة فرنسا و إنجلترا و ربيبتهما الكيان الصهيوني. رفض أعضاء البعثة السورية التي كان ينتمي إليها جول الرحيل و كان هذا القرار سببا في بروز أسطورة إسمها جول جمال.


"فى ليلة 4 نوفمبر ، تحديدا فى منتصف الليل التقط جول و اقرانه بث فرنسى للسفينة الحربية جان بار العملاقة ، اول سفينة مزودة بردار فى العالم، و كانت مهمتها عندما تصل بالقرب من شاطىء بورسعيد ان تدمر ما تبقى من المدينة التى كادت ان تكون مدينة اشباح بعد قصف سلاح الطيران الملكى والبحرية الملكى لها. "

على الفور تطوع جول للقيام بعملية فدائية لعرقلة تقدم المدمرة الفرنسية جان بار فبالنسبة إليه و في وقت المعركة لا فرق بين مصرى او سوري و أي عربي.


فى تلك الليلة خرجت ثلاث زوارق طروبيد لمقابلة فخر البحرية الفرنسية امام سواحل البرلس و كانت مقابلة عكس كل التوقعات التى قد ترجح كفة السفينة العملاقة فقد تصدت لها الثلاث زوراق فى معركة قللما تحدث مثلها فى تاريخ المعارك البحرية. دمر جول السفينة جان بار و أصابها بالشلل مما أدّى إلى إغراقها مضحيا بأغلى ما يملك من اجل بورسعيد .. من اجل كرامة كل العرب.


مات السوري جول جمال هو ورفاقه في مصر وأصبحوا شهداء لا فارق بينهم وبين أي شهيد مصري أو عربي آخر. مات جول جمال بعيدا عن اهله تركا خطيبته التى عاشت طوال عمرها ترفض الزواج وتصر على ان تنادى "بمدام جول".

أعود لعمار و أقول له أننا مجرد مدونين، لن نكون مثل جول لأن الضروف و الحقائق تختلف و لكننا ملتزمون بالدفاع عن حريتنا فحرية الكلمة هي الخطوة الأولى نحو حريتنا الكاملة و بأني، على الأقل أنا، مستعد للتضحية بالغالي و الرخيص من أجل أن أعيش في وطن حرّ أمارس فيه حقي في أن أقول كلمة و ما أدراك ما كلمة.


معركتنا معك متواصلة إلى أن يمحى منصبك و سننتصر و كما يقول الإخوة في مصر: "أنا و إنت و الزمن طويل"


هناك 3 تعليقات:

من بلد القيظ يقول...

جول جمّال البطل العربي لم يمت كغيره من الخالدين ،ونتمنّى النّصر لكلّ المدوّننين
ممكن تضع قصيدة عمر الفرّا حول جول جمّال

غير معرف يقول...

joul jammel ça me dit kelke chose!!
ama mouch nourmal!!
nsit bourguiba filo ejjma3a ya chanfara, rak gtelt 99 winta 7ay, et wa7ed winta mayet
ya sou3louk lol

غير معرف يقول...

binatna rany n7ibb el chou3ara el sa3alik