يا بني،
اعقل لسانك
و توكل.
فإذا زلّ لسان المرء ضلّ
وتهاوى في ظلام الأقبية،
ثم أمسى أضحية.
يا بني،
إياك و السبع الحرام:
أن تجادل بالكلام؛
أن تناقش بمقادير الحروب
أو مقادير السلام؛
أن يطال القول منك
أي آلات النظام؛
أن تقول الحق
في أيّ مقام؛
أن ترى في الاحتفالات حزينا؛
أن يراك المخبرون
ساهما
أو حالما، أو صامتا، أو واجما
قرب تماثيل العظام؛
أن تصلي مفردا دون إمام.
يا بني،
حين تمشي
فأطلب الستر من الحيطان.
أطرق مثل كل المطرقين
كلما شاهدت نصبا.
قف و حيه لكي يرضى عليك،
ثم قبله و مسح في يديك،
واطلب الرزق قليلا و قليلا.
قل يا سيدي:
"أنت الإله فارزق العبد الفقير"
ثم اركع،
بعدها اسجد لإله من رخام.
يا بني،
إن سَُرَقت
فتصبر.
عوّد النفس على الصبر لتنجو،
عوّد النفس على القهر لتنجو،
عوّد النفس على تقبيل كل السارقين.
قدس الكلب و كلّ النابحين،
و اذا ما احتجته يوما
فقل:" يا سيدي"
يا بني،
إياك أن تشطح بحلم أو منام؛
شر ما يودي بك الحلم الحرام.
يا بني،
لا تفكر،
إنما التفكير يهدي للظلال،
ويقود المرء للتيه
أو زنازين السؤال.
إنما التفكير للحمقى
و أصحاب الخيال.
لا تقل رأيا
ولا تبدي استياء أو جدال.
"لست أدري" وحدها تنجيك
في أي مقام أو مقال.
يا بني،
اسمع إلى كل الأغاني الصاعدة،
واغتسل من كل ما يوحى إليك.
لا تسافر في الظنون،
صدق الأنباء أنا أمة في كل وقت
صامدة.
كذب الأنباء في كل الجرائد.
لا تصدق غير أنباء الحكومة
الواعدة.
لا تصدق أن أمريكا عدو.
لا تصدق أن ما يجري حروب حاقدة.
لا تصدق غير ما قال الحكيم الحاكم:
إنه "الأول و الآخر الدائم"
إنه " الفرد العليم العالم".
يا بني،
كن كما شاءت لك الحكام:
ترضى بالقليل.
كن كما شاؤوا: ذليلا –
إنما العبد ذليل.
أنت مخلوق لتشقى
لا لتحيى في مدى الظّل الذليل.
وحدهم كل الملوك
مصطفون
منزلون.
يا بني،
لا تكن صلبا فتكسر؛
أنت مخلوق لتعصر،
لتصفق،
لتنادي في جميع المهرجانات:
"سلاما على سلاطين الزمان"
و تصفق
بعد ترديد الشعار:
"عاش عاش"
و تموت.
أنت مخلوق
ليبقى
سيد العرش على العرش العظيم.
"عاش عاش"
و تموت.
"عاش عاش"
و نموت.
"عاش عاش
سيد العرش العظيم"
عــــأمر الدبك - سوريا
هناك تعليقان (2):
C'est un trés beau poeme ! courageux, sincere et conscient de l'inconscient !
bravo chanfara ! tu l as deniché ou ?
@ Gouverneur de mon Land
Je l'ai lu sur une revue dont je suis un dévoué lecteur depuis des années. Elle s'appelle "ADAB magazine". C'est une revue libanaise d'art, littérature et politique. Avant, je l'achetais en tunisie dans les cas où les autorités la laissaient passée. Maintenant, puisque je vis à l'étranger, je suis abonné.
Je ne sais pas si elle existe à Normalland mais je vous conseille d'y jeter un coup d'oeil.
Sinon, le website de la magazine est: www.adabmag.com
إرسال تعليق